أحياناً تكون الإشادة بتميز قائم، وريادة غير مسبوقة، ومشهد لافت للإنسانية والرقي، تشهده العيون كافة، وتصل للآفاق تفاصيله الشفافة الواضحة، مجرد تحصيل حاصل، أو ربما إقرار حقيقة لامعة لا تحتاج لتأكيد، أو لإشارة دالة عليها، فالمكرمات تتحدث عن نفسها، والإجادة أو بالأحرى التفوق دليله أرض الواقع. هذا الحديث مرجعه الخطوات الاستباقية التي اتخذتها إمارات الوعي والحكمة في التعامل مع أزمة فيروس «كورونا» المستجد؛ (كوفيد 19) منذ اللحظة الأولى للحديث عن وجود فيروس بهذا المسمى، فبمجرد ظهوره على الساحة الصينية، وفور بروز تداعيات انعكاساته الخطرة؛ هبت الدولة على قدم وساق، بإجراءات احترازية، وقائية، تفوقت فيها على معظم دول العالم، وأقرت قوانين غاية في الحزم؛ لإحكام القبضة على انتشار الفيروس في أرجائها؛ منتهجة سياسة «الوقاية قبل العلاج» عبر توفير 14 مركزاً للمسح من المركبة لفحص الجمهور. بالنظر رقمياً في الموقع الذي احتلته الدولة بجدارة في إجمالي عدد الفحوص التي أجرتها، استناداً إلى مبدأ «الوقاية تسبق العلاج»، نجد أنها أجرت أكثر من 650 ألف فحص، لتصبح في المركز الثالث عالمياً بين معدل عدد الفحوص إلى مليون نسمة من السكان. ولا شك أن الفحوص المخبرية التي تقوم بها الجهات الصحية في الدولة، والتقصي الوبائي الذي استهدفت به محاصرة الفيروس؛ للحد من الإصابة به، ومن تفاقم المضاعفات، ونقل العدوى هنا وهناك؛ لذلك أقامت أيضاً 14 مركزاً للفحص من السيارة على مستوى إماراتها، لكل من يرغب في الاطمئنان على نفسه وعلى أفراد أسرته، علاوة على إنشائها أكبر مختبر للفحص الطبي عن فيروس «كورونا» المستجد في العالم خارج الصين، فيما تصدرت إنسانية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إصدار أوامره؛ بإجراء الفحوص لكبار السن وأصحاب الهمم والأمراض المزمنة في منازلهم، بما يدعو للفخر بأصحاب السمو حكام الدولة الكرام، الذين يعملون على راحه المواطن والمقيم، وتكريس الأمن والأمان لهم، مع توفير سبل الوقاية، والعلاج، بأحدث التقنيات، وبرقي لافت، تمثل كذلك في عزل المخالطين للحالات المصابة، وشمول الجميع بالرعاية والعناية، والاهتمام. عن ريادة الدولة وأهمية ما تقدمه، وتقوم به في صدد التصدي وقائياً، وعلاجياً لفيروس «كورونا» المستجد، يدور التحقيق الآتي: الدستور يقر الرعاية الصحية أوضح المستشار القانوني د. يوسف الشريف أهمية الفحوص الطبية التي اتخذتها الدولة؛ لمحاصرة انتشار فيروس «كورونا» المستجد، والحق الدستوري للمواطنين في ذلك، قائلاً: مما لا شك فيه أنه في ظل انتشار فيروس «كورونا» المستجد، تتعاظم أهمية وضرورة إجراء الفحوص الطبية، لفائدتها الكبيرة في اكتشاف الإصابة، وللعمل جدياً نحو الحد من انتشار العدوى من المصاب وحصر بؤرة المرض حماية للسواد الأعظم من الناس الذين لم يصبهم المرض، كما تبدو أهمية هذه الفحوص من جهة أخرى في سرعة تقديم يد العون، والإسعافات والعلاج اللازم لتعافي المريض؛ حيث إن الثابت من خلال استشارات الأطباء المتخصصين في مثل هذه الأوبئة أن سرعة العلاج تلعب دوراً فاعلاً في تعافي المريض، وبحمد الله وفضله كان لقيادتنا الرشيدة الريادة في إرساء حق المريض في إجراء هذه الفحوص، والعلاج. ونصت المادة (19) من دستور الدولة على أن: «يكفل المجتمع للمواطنين الرعاية الصحية، ووسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة». معاملة إنسانية بداية ومن واقع حديث إحدى الحالات المخالطة لمصاب، وعمّا تم معه في ذلك، قال «س.م»: تلقيت اتصالاً من الطب الوقائي يفيد بمراجعتهم؛ لإجراء الفحوص؛ نظراً لإصابة أحد الأصدقاء، وتوجهت إليهم وتم أخذ العينة مع تحويلي لأحد أماكن الحجر، التي جرى معاملتي فيها بإنسانية ورقي، مع توفير جميع الخدمات والمستلزمات، والإجراءات الطبية، والمتابعة المستمرة، وحالياً أنا بانتظار نتيجة الفحص مع الشكر لجميع القائمين على هذه الدولة التي تتمتع بحكام أنعم الله عليهم بنعمة الأخلاق الحسنة، والكرم في المعاملة، واحتضان كل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، ومع تواجدي بالحجر لا أشعر بالاحتياج إلى أي شيء، فجميع الأمور متوفرة. رعاية متكاملة وهنا تقول «م.ع»: شعرت بالأعراض، وتوجهت للفحص، فتم تحويلي إلى الطب الوقائي، ومنه إلى أحد أماكن العزل الراقية، مع جميع المخالطين لي من الأقارب والزملاء، ومنذ ذلك الحين، أجد رعاية وعنايه متكاملة من الدرجة الأولى، مع تقديم الخدمة الطبية المثلى على الوجه الأكمل، وتوفير جميع المواد الغذائية والطبية، إلى جانب حسن المعاملة، ونشكر دولة الإمارات على ذلك، وجزى الله جميع طواقمها الطبية كل الخير. عناية متميزة ويروي «س.ح» مقيم: أعمل في إحدى الوظائف الحرة، ونتيجة لاختلاطي بأشخاص في مجال العمل، شعرت بأعراض تشبه أعراض نزله البرد، وتلقيت اتصالاً من الطب الوقائي، يفيد بمراجعتهم، وتم إجراء الفحص، واتضح أنني من المخالطين لأحد الأشخاص المصابين، وانتقلت إلي العدوى منه، وتم تحويلي إلى أحد أماكن الحجر، الراقية جداً، وعلى درجه عالية من النظافة، ولم أجد إلا العناية الطبية المتميزة، والخدمات الشاملة، وهذا من صفات إمارات الخير، التي نحمل لها كل تقدير واحترام ومحبة. إجراءات واعية وبالذهاب لآراء الأطباء في أهمية الإجراءات الوقائية، التي تقوم بها الدولة في صدد مواجهة فيروس «كورونا» المستجد، يقول د. عماد النونو أخصائي أمراض القلب والأوعية: دولة الإمارات سبّاقة في التصدي؛ عبر إجراءات وقائية واعية لفيروس كورونا المستجد؛ (كوفيد 19). وبتأكيد جازم بيّنت د. فاطمة سلطان العلماء استشارية ورئيسة قسم صحة الطفل – هيئة الصحة بدبي، أهمية التدابير التي اتخذتها الدولة؛ لمواجهة انتشار الفيروس، والتي لها دور كبير في مجابهته، والسيطرة عليه. أما حنان محمد دسوقي (ممرضة) فأشادت بالجهود الكبيرة والفاعلة التي تقوم بها الدولة في أزمة فيروس «كورونا» المستجد، بدءاً من قيادتها الرشيدة التي تعاملت مع الأزمة على أعلى مستوى، وبكل الاهتمام؛ حيث وفرت جميع الاحتياجات، وجندت الأطقم الطبية للاهتمام بالتعامل مع الجميع. إجراءات متقدمة وتأتي هنا آراء أبناء الدولة، لتؤكد ريادة إمارات الخير في إجراءاتها الوقائية المتخذة؛ حرصاً على سلامة الجميع، وأهميتها في الحد من انتشار هذا العدو الخفي، غير المرئي، وفي ذلك أثنت حنان الجروان نائب رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة على القيادة الحكيمة للدولة؛ لاتخاذها حزمة إجراءات متقدمة جداً، فاقت ما قامت به الدول الخارجية، حرصاً على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين والزائرين. وجرى إطلاق «برنامج محمد بن زايد لفحص كبار المواطنين وأصحاب الهمم في المنازل»، وإنشاء أضخم مختبر على مستوى العالم في فحص وتشخيص فيروس «كورونا» المستجد خارج الصين.