مشكلات وسائل التواصل الاجتماعي وظواهرها لا تنتهي، وبما أننا من ملاحقي «الترند»، فتوقع أن ترى العجب العجاب في هذه الوسائل، ومن العجب ما بات منتشراً في الآونة الأخيرة، من قيام بعض الشباب بتصوير أنفسهم بوضعيات ومواقف مُذِلّة، كالشاب الذي ظهر وهو يأكل تفاحة، لتأتي فتاة وكأنها زوجته، وتضربه «كف» على وجهه، وتأخذ التفاحة منه وتأكلها، أو ذلك الشاب الذي يجثو على ركبتيه، والفتاة تقوده خلفها، وتأمره بالقيام ببعض التصرفات، وتُظهر أنه خادمها المطيع، والمصيبة أن كل هذه الفيديوهات ما هي إلا ملاحقة لـ«ترند» صنعته أغنية «مسيطرة»، التي اعتبرها بعض النساء دستوراً لشكل علاقتها بـ«أشباه الرجال». في الحقيقة مثل هذا «الترند»، وغيره الكثير، يعبّر، وبشكل كبير، عن حالة صعبة، قادت الكثيرين ليقوموا بأسخف التصرفات، لمجرد ملاحقة «الترند»، حتى وصل بهم الأمر لأن يظهروا بهذه الشخصيات الهزيلة، للحصول على مشاهدات وإعجابات على صورهم وفيديوهاتهم، وأنا لست متعجباً من هذا الأمر بقدر استهجاني لمثل هذه الأغاني، التي سرعان ما تنتشر عبر الأوساط الرقمية، وتجدها «ترند» يقود حراكاً إلكترونياً منافياً لعاداتنا وتقاليدنا ونمط حياتنا كمجتمع. الأنثى لها قدرها ومكانتها في المجتمع، كزوجة وأخت وخالة وعمة وأم في المقام الأول، ولها احترامها الذي فرضه علينا ديننا الحنيف، وعاداتنا الاجتماعية، وموروثنا الثقافي، وللرجل مكانته وطبيعته الرجولية، التي لها خصوصية معينة في هذا الجانب، ولا يجوز أبداً أن ينقاد «أشباه الرجال» لتمثيل أدوار مخزية، لإظهار حبهم لفتاة معينة، وإن كان من باب الوصول إلى الشهرة أو الظهور في «ترند» معين، فالمرأة لها احترامها بالطريقة الصحيحة، وللرجل مكانته التي يجب ألا يتنازل عنها، مهما كانت المغريات. هذا «الترند»، وهذه الأغنية، ما هي إلا انعكاس لمشكلة اجتماعية باتت تظهر في مجتمعاتنا، وتناولها معدوم، وإن وجد يكون على استحياء. ولأنني عهدت الصراحة والمصارحة في طرحي، أردت أن أسلّط الضوء على مشكلة مجتمعية، تتمثل في محاولة الكثير من النساء السيطرة على حياة شركاء حياتهن، والسيطرة على شكل العلاقة بينهم، ولا أقصد هنا الاستهانة بمكانة المرأة ودورها في إدارة العلاقة والحياة الزوجية، ولكن فرض السيطرة هنا مرفوض، سواء من الرجل أو المرأة، والتشاركية هي الحل، وإن كان صعباً، ويحتاج لسنوات من التفاهم والتأقلم. • هذا الترند وهذه الأغنية ما هي إلا انعكاس لمشكلة اجتماعية باتت تظهر في مجتمعاتنا، وتناولها معدوم، وإن وجد يكون على استحياء.