إمتى أنا أشوفك يا كامل وصوفك
متى متى قول لي با تسمح ظروفك
بانسى أسى الدنيا من ساعة ما أشوفك
متى متى قول لي يا سيد المظانين
ليست هذه مجرد كلمات أغنية عاطفية بصوت أبوبكر سالم، بل تكاد تكون اليوم وصفاً دقيقاً لحال من يحاول الوصول إلى بعض كبار المسؤولين في جهات خدمية ممن يرفعون شعار «الباب المفتوح»، بينما الواقع يثبت أن الباب قد أُغلق بإحكام.. وربما رُكّبت له بوابة إلكترونية وبصمة عين أيضاً!
في بعض الجهات، تبدأ الرحلة برسالة إلكترونية لا يُرد عليها، ثم بمحاولة عبر موظف الاستقبال، يليها انتظار طويل من دون جدوى. حتى لو حاولت الوصول إلى المدير التنفيذي أو رئيس الدائرة، تجد نفسك تتنقل بين «مساعد مدير المكتب»، و«المنسق العام»، و«قسم العلاقات»، وكأنك تحاول أن تلتقي مسؤولاً رفيعاً، لا مسؤولاً في مؤسسة خدمية لطالما افتخرت بسرعة الوصول والتواصل.
وحين تسأل: لماذا لا يمكننا مقابلته؟ يأتيك الرد: «المسؤول مشغول.. الجدول ممتلئ.. الاجتماع ممتد»، وكأن لقاء الناس لم يعد ضمن المهام، بل صار ترفاً إدارياً!
لقد صار بعض المسؤولين – ببساطة – أبعد من المعشوقة في زمن الهوى القديم، وصارت اللقاءات تُنظم بأولوية «المعارف»، لا حسب حاجة المتعامل. وكما قال أبوبكر سالم: «بانسى أسى الدنيا من ساعة ما أشوفك»، فإن بعض الناس قد لا يريد أكثر من دقيقتين ليوصل صوته، ويشعر بأن هناك من يسمعه، لا أن يُدخَل قاعة الاجتماعات فقط عندما تكون هناك كاميرا أو بث مباشر.
فهل نراك قريباً؟ أم أن لقاءك صار حلماً من أحلام العاشقين؟
*محامٍ وكاتب إعلامي
X.com/dryalsharif
www.ysalc.ae