شاهدتُ فيديو منشوراً عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر مسابقة بين ثلاثة أشخاص يتحدون فيه بعضهم البعض في استخدام ثلاث قطع من الإسفنج ليصلوا من خلالها إلى خط النهاية دون أن يلمسوا الأرض، فقط يُسمح لهم باستخدام قطع الإسفنج وعليهم أن يضعوها بمكان وطريقة تمكنهم من إنجاز المهمة، صحيحٌ أن الجميع يمتلك الأدوات نفسها، إلا أنّ التفكير والاستخدام هما من صنعا الفارق. بالمصادفة شاهدتُ هذا الفيديو، وبالوقت نفسه قرأتُ في الصحف عن اكتشاف حقل جديد للغاز في المنطقة الواقعة بين إمارة أبوظبي وإمارة دبي، ونحن لسنا الوحيدين الذين نمتلك هذه الثروة والتي تسهم بشكل كبير في رفع مستويات اقتصاد الدولة واكتفائها الذاتي من احتياجات الغاز الطبيعي، ومن هنا جاءتني فكرة الربط بين الفيديو والخبر، فالجميع يمتلك الأدوات إلا أنّ التفكير الصحيح هو من يجعل الأمر جيداً وناجحاً. في هذا العالم يوجد الكثير من الدول التي تمتلك الغاز والبترول، والعديد منها تفوق قدراته قدراتنا الإنتاجية، ولكن تفكيرنا المغاير والمختلف هو من صنع التفوّق لدولتنا دولة الإمارات، وجعلها حالة استثنائية في كيفية الاستغلال الأمثل لمقدرات البلاد من البترول، فالبترول سلاح ذو حدين، صحيح أنه يمثل عاملاً مهماً في الناتج القومي للدولة، ولكن الاعتماد عليه بشكل كبير يُفقد الدولة ميزاتها التنافسية في تنويع مصادر الاقتصاد، ومن هنا تأتي قدرة الدول على التفكير بالكيفية التي تتصرف بها بعائدات البترول وجعلها قادرةً على إيجاد مصادر دخل جديدة للدولة، وهذا ما فعلناه بشكل جيد في دولتنا.